الثلاثاء، 30 يونيو 2015

نوبه ...!

لابد أن لي جدا نوبيا يتحرق في جسدي ..! ولا أعلم عنه شيئا ..
منذ أول لحن نوبي أنا مفتونه بالموسيقى ..
وماقبل ذلك أنا مفتونه بالنوبة .. بتلك البلاد كلها ..!صحراءها وديانها واحاتها ..نخيلها ..كل شيء..
أدمت قدما رأسي وأنا أبحث لي عن جد أو جدة .. هاجرت بعد السد الى بلد جدي /جدتي ..
ولم أجد ..!
في عام تخرجي اخترت أن اصمم متحفا نوبيا في أقصى شمال السودان .. لم أكن أعرف حينها الكثير عن النوبة ...قليل من اغنيات وردي والبلابل والافتتان قصص التاريخ و هوس قديم بالوانهم ..! (مهووسة أنا بالنوبة والطوارق ) ..!
ثم بدأ الجلوس مع (قوقل) ..لكنه لم يخبرني كثيرا .. سوى خطوط ما ..
وهكذا تتبعت الخطوط الى ان اوصلتني الى المثلثات والدوائر واللون الابيض والترابي والطين . .والبرتقالي .. و .. عالم من النقوش ..!
ومن مثلث واحد بنيت متحفي ..!
مثلثات بقواعد مربعه أهرامات صغيرة غير متساوية تميل كلها على بعضها .. دوائر لا تنتهي الى مركزها.. بل تتمرد خطوطا عرجاء طويله .. تنتهي فجأة أو تتحول الا مثلث ما .. المثلث نفسه لا ينغلق على نفسه ..بل يتفكك أكثر من
ثلاث زوايا ..! لقد بعثرت كل شيء .. ولكنه ظل نوبيا ..
بالفتحات المثلثه المتراصه على السقف تدخل الوانا زرقاء وصفراء ..تتشابك على صالة العرض لتعكس لونا هائجا .. يجعل المعروضات كأنها تحيا ..!
كنت أحاول أن أتخيل نوبيا يدخل الى المتحف ليىرى أجداده تاريخه معلقا أمامه ..
ولكني لم أعرف ..! لم أنل حكمة واحده ..
ربما لو كنت أعرف -حينها- موسيقى (حمزة علاء الدين) لصنعت متحفا من الرطانة نفسها .. من اللغة ..!
لو كنت قرأت (دنقلا) ل.أدريس علي .. لدهنت كل الحوائط برسومات بالجير الابيض ..!
..
الأبيض الذي أربكني يوما .. قبل خمسة أيام من تسليم المشروع .. تخيلت المتحف الذي ساهرت فيه طويلا .. محاولة الصاق الورق بالكارتون وفوضى الصمغ والالوان .. وكل شيء.. حيث كانت غرفتي مجزرة - كغرفة أي معماري في السنة الاخيرة - على كل حال ..
تخيلت كل شيء أبيض ..!
الشجر /النجيلة /حوائط المتحف/ .. الارضيات/ السلالم/ السقوف ..كل شيء ..كل شيء أبيض تماما ..
وفي لحظة لذيذة قمت بسكب الابيض في ال(موديل) .. صبغته بالابيض ..!
اخترت لون أكريليك ثقيل القوام ..كان كالجير ..بلا لمعه ولكن بشيء من الثبات ..!
مدى لي مشروعي حينها مجازفة او حماقة كبرى ..
ولكني لم أغير شيئا ..
كان علي بعدها أن أفسر جنوني هذا لمجموعه من الاساتذه ..
وبالفعل - لم استطع أن اخبرهم انني لو كنت أعرف موسيقى (حمزة علاء الدين) لصنعت متحفا من الرطانة نفسها .. من اللغة ..!
!..

28 جونيو ...


جدتي تعشق العصافير تظنها طائرات ورقيه.. 
اراقبها في الحوش الخلفي عند شجرة الليمون... تبدو مريضه اكثركل يوم..
.. لكن العصافير تحط على عروق يدها على الجذوع .. الناميه قمحا من تجاعيد اوردتها..
كانت جدتي تصلي والعصافير صلاة همس..
انا تجفل مني العصافير. .
يوم حاولت ربط أحدها بخيط..
كنت افكر انها طائرات ورقيه..!
لكن قدم العصفور تهشمت في يدي..
خفت .. من جدتي اكثر من الله..!
قلت لو عرفت ستذبحني..
لكن جدتي توقفت عن الصلاه. .صمتت..
وانحنت يدها..
فتبعثرت كل عصافير الحديقة من كم قميصها الشفاف..!!
نحوي..انا بالذات..!
...
...

توقفت عن قضم اضافري.. تماما..! ا
أتعجب الان كيف كنت افعلها .. لقد تعالجت .. حتى انني لا انتبه ان لي اضافرا الان..!
هالللويا..!
الدكتور الاخير جيدا بحق.. اجبرني على شيء واحد.. ان اتوقف عن الاخبار..و أنسى ..هكذا..؟!
قلت : أنسى .." " أجل .." ..
..
ثم فعلتها .. تباعا كانوا ينسلون من ذهني ..نحو اللا شيء الذي افكر فيه على انه يوتوبيا لي ولهم ..!

حينها بدأت اضافري تنمو بلا قلق..
صرت متحردا من خوفي !
.من المناظر الرهيبه على مصطبة اذني.. لم اكن اثق ب التلفاز لكني كنت ملعونا بـ الراديو .. ادمنته..وهكذا كلما ادرت محرك سيارتي ينطلق الصوت ليملأ الفراغ لم يكن قلقي غير مبرر..قبل اسبوعين مثلا ذبحوا جارتنا ..ام ..احدهم.. كنت أألف شعرها التمر هندي الخشن..أفكر أنه يجرح السحاب احيانا..أو خد أحد أحفادها وهي تقبله ..!
لكنه على العكس كان يجرح ذاكرتي فقط ..!
عندما عرفت ..كنت اقضم اضافري منذ سبع سنوات..قبل ذبح المرأه. . تماما عندما كنت جالسا في غربتي.. ادخن ..نكهة ما..
احاول طبخ بيض نصف مستوي.. حينها وللحظة تخيلتهم
كل اهلي.. يحدقون من المقلاة لوجهي بالذات..قالت اختي:"كيف سافرت..هكذا..تاركا كل شيء؟ !"
كان لقبورهم رائحة الـ..يا الهي.. عندها ركضت ولم أعد .. غيرت اسمي المعقد الى شيء املس .. حتى شعري ملأته بالزيوت .. والصبغ ..!
أصبحت مسخا بلا ذاكرة..
لكنهم كانوا يركضون في رأسي كثيرا ..أقضم أضارفي لانسى.. وهم يقضمونني ..كلي...!
..
لم اتذوق بيضا منذها ..تذوقت طعم اضافري وانا انهشها بحثا عن :"كيف جردت نفسي من جذع بيتي..كيف أرتب الموتى في قلبي دون أن يعبثوا بي أكثر ..
ثم كيف أتوقف عن قضم اضافري مادامت تنمو ؟؟! "

أرشيف .. شهقات قصيرة جدا ..!

الرجل  يتلقى الوحي من الشمس..
رأسه مشدود كطبل..
يستعيذ بظل سحابة على الأرض..
حلق السحافة أجف منه..
جسده يأز عرقا"..
تلاصق مؤخرته حافة رصيف..
يتذكر الله .. بنفس ساخن..
يسمعه_أحدهم_ فيدس _جنيها_ ويلتفت..
يكاد _صاحبنا_أن يناديه:"أنا لست شحاذ"!
غير أن:رائحته_ ثقب حذائه_ والشحاذ المهندم بقربه..جعلته يضحك ..!ا
ينظر إلى السماء..يردد صلاة أخرى..
.. بصمت ..
يقتسم _الجنيه_مع الشحاذ..
ويمشي الرجل _ بفردة حذاء مثقوب..
وشبه ابتسامه...!ا

***

تتطاول الأرض__
ترتفع__
تصل عنقك__
دون اختيار تجد انك تدفن رأسك في الرمل !
وفي جوف الأرض_ يتعرق رأسك_
تنسل فكرة_
تنغرس _ثم يداعبها الطين_
فتنمو _
شجرة_ لا قل نخله_
تخرج عن ظهر الأرض_
لكنهم سرعان ما يأتونها..
يرتج رأسك المدفون_
وسرعان ما تنسل أفكار أخرى_
وهكذا__
"لن يقتلك هؤلاء"

****

إيصال مشفى..
وبعض "أنسولين"..
سجارتان ..
احداهما تؤدي رقصة دخان ختامية..
أنثى "الأنوفليس" تعطش ..
بلدغها طعم الدم..
فتموت...!!ا

****

سقف السماء ارتعش فوق منزله..
ملعقتا مطر.. كلفته مصروف شهرين..ودين..!

****

 تقاسموا كيكة البحر_ على وقع الشوك والسكاكين_ تبادلوا التواقيع وقبل السلام_ فتات الأرض تناوله الجميع كقربان لإرضاء الإله: الجشع!
الشيطان تابع الحفل كضيف شرف_أدى الرقصة الأولى ثم خرج_
عند الباب__بصق_
دار في رأسه كيف أنهم سينشرون اشاعة مفادها أن الشيطان كان وراء اتفاقية تقسيم البحر
أتتنا صحف الصباح بخبر أن من تقاسموا الأرض _غزاة من وراء البحر_ ليسوا من هنا_
وصدق الجميع تلك الكذبه!

****

في لحظة تجلي
شعر بصدره خفيف كحمامة
قال الجني بداخله:"البنت التي عبرت الرصيف الآن
ستكون زوجتك في حياة أخرى"
لملم طرف ثوبه المرتق جيدا_
وعندما تجهز للوقوف
تذكر أنه لم يعد يمتلك ساقا كاملة..
قال لنفسه: "أنسيت؟! "
ثم ضحك بصخب _ البنت التفت اليه_ بادلته نصف نظرة_ نصف ابتسامة و نصف جنيه !
همس الجني:"سيكون مهرها لاحقا"
تبتعد البنت_ وعاد _هو _ يحاور الجني
والمارة على حافة الرصيف..!!ا

****

في تلك الأمسية_ تجملت اللغة كثيرا_ الحبر نفسه كان طعمه قرنفلي_ تماما كرائحة الشاي فوق الطاوله_ أخبر القلم الورقه أن صاحبه بصدد الإحتراق_ فأشعلت الورقه عود صندل__ بدت له بيضاء بلا أسطر لتلائم مزاجه_
أما هو_ فاحتار كثيرا بين "ألف" اسمها و "ياء" النداء !!ا
فلم يكتب___!ا

****

ليلتها_عندما تلبسني الصداع _ قرأت دفتري الأوحد_تمعنت في كل النصوص_ وبجرة قلم واحدة قتلت أبطال قصصي !!ا
الآن أنا بخير _
وهم كذلك ...!!!ا

****

هذا الحي _أشبه بقرية _ مشروع آخر أجهضته المدينة_ صباحا يخلو المكان إلا من نساء ورجال تجاوزا عمر الموت !!
في الليل يتسع الحي عن ملايين الشرايين الصغيره_للعائدين من هوامش الأرض_
هنا لايسأل أحد:"من أين جاء فلان؟" وفلان يتمازج مع البقية بهدوء__
وبرغم أن الحي لايظهر في أوراق الهوية للبلد_
إلا أن أحدهم_ يصر أن يكنسه ..!!
...
وفي مكان ما يعاود_الحي_ الظهور مرة ثانية وعاشرة__ وهكذا ..!!


****

في المساء ..و
أنا أكتب قصة ما..غفوت ..
تماما بعد أن كتبت أن:"أن البطل يموت" ..!!ا
ماحدث أني تركت القلم مفتوحا .. خرجت شخصيات القصة من الورقه.. شطبوا بضعة أسطر ..وأقاموا عرسا حبريا مذهلا..
أصوات الضجيج أيقظتني ..أخافهم منظري...لكني
ابتسمت ..و أعدت كتابة المقطع الأخير ..
لا كما شئت أنا ..بل كما أرادوا هم ..!!ا

****

 الشارع مختنق حتى عنقه بضجيج السيارات_
طالبات المدرسه يتعثرن فيه_ ضحكاتهن تصيب ركاب البص بالصمم_
في البص أحدهم يتذمر_يلعن الحر والسائق والحكومة_يلعن نفسه_ لا أحد يرد عليه
أنا أطرد ذبابة لزجة أرادت أن تشرب من عرقي_
الرجل بجانبي يقول: "يريدون بناء نفق جديد_ أتعرفين؟.. لسكان أعلى المدينة"
"بل لصعاليكها " هكذا أقول_ أتثائب ثم أغفو_ ريثما يتحرك البص من جديد..

****

في تلك الأمسية_ تجملت اللغة كثيرا_ الحبر نفسه كان طعمه قرنفلي_ تماما كرائحة الشاي فوق الطاوله_ أخبر القلم الورقه أن صاحبه بصدد الإحتراق_ فأشعلت الورقه عود صندل__ بدت له بيضاء بلا أسطر لتلائم مزاجه_
أما هو_ فاحتار كثيرا بين "ألف" اسمها و "ياء" النداء !!ا
فلم يكتب___!ا

****

سقف السماء ارتعش فوق منزله..
ملعقتا مطر.. كلفته مصروف شهرين..ودين..!

****

 تفتح الزر الأخير_نحو رقبتك..
يخرج صدرك عاريا_ كهذه السكين أمامك..
تفكر: "شهقة واحدة فقط_ تستطيل بعدها الروح
وتصبح أقرب إلى حافة سحابة_أكون كمنديل مبلل"
صوت الأنثى بجوارك _ يتجرد عن همسة: "كيفك؟"
تعود مبصرا لشرخ من الثانية..
يشتهيك الموت في ليلة كهذه
وتشتهي أنت النور _
تلبس السكين قميصك وتهمس:
"لابأس_ ربما لاحقا،،

****

ساعتان و نصف_ تستهلكها كل صباح للوصول إلى مكان عملها
يومها بدا أن للشمس ثأر مع الشجر_ فمنع كلاهما الظل
هي ازاحت الثوب عن رأسها قليلا_ تنفست_
أحدهم _التقط خصلة شعرها المربوطة جيدا _تنفس_
البواب_ كان شاحبا _حتى انه رد بهمهمة
المدير نفسه كان أشد شحوبا
وبعد ثلاث ابتسامات متوتره_ تدرك أنهم استبدلوها بأخرى_
حبشية_ سمراء_ لاسوداء مثلها_ جميلة حد الترف!
ثمة من قال: "سنفتقد قهوتك !"
لم تهتم_ فكرت في طريق العودة_ الساعتين ونصف_ لا بل الشهرين ونصف التي تبقت على زمن الرحيل نحو الجنوب

****

المرة الأولى التي أرى فيها _جثة..
كان للجو رائحة مانجو مشوي..
رجل طويل _بلا روح_ مفتوح العينين..
لم أهرب بل وقفت فوقه و بحلقت !
أمي قالت: "ستنسى.."
غير أن عينا الرجل تسلقت مجمل أحلامي منذ العاشرة الأولى حتى الثالثة من حسابات جسدي..
فيما بعد أصبحت أكثر شغفا بالموت_ انظر داخل عينيه بهدوء _أعمل في المشرحة.. (الفورمالين_ حرارة الأجساد _برودتها اللعينة_الروائح الباهته_ الصمت_ الصمت )
أمي وحدها أدركت أني لم أنسى..
وأن وجودي هنا محاولات اغتسال من نظرة الرجل التي التصقت بي..
ليتني هربت يومها...

****

ظفر اصبعك الصغير _ ينهشك
ثمة ذبابة بصقت عليه_ تصرخ في وجهها أن:غوري !
الذبابة تنادي أختها_وعندما تغفو_ تفترشان جرحك غير المهندم..
دمك المغسول بالسكر...شهي..
كقطعة حلوى..!!

****

أمي انجبتنا تباعا:
"مائة طفل "!ا
ست وعشرون لوحة..!
باكتمال عمر جسدها الذي ينجب أطفالا" من ورق..
فقط من ورق..!!
وكلما ذهب أبي لامرأته الأخرى
تنجب أمي طفلا مكتمل الألوان..
ترضعه لبن أحمر _أخضر_ أبيض_ كيفما تشاء
تسميه طبقا لمزاجها_ تضع اسمها مجاورا له..
وتمد لسانها للطبيب الذي أخبرها _مسبقا_أن طفلا ما لن يلتصق باسمها..!

****

في السجن..
يحدث أن يخبرك أحدهم أنك رجل بكامل الإنسانية..
الطبيبة التي أخبرتنا بذلك لاتدرك شيئا يتجاوز عالمها الجميل..
الرجل الذي يشاركني الحائط، لم ينم منذ أربعة ليال ،لم أسمع شخيره..
في اليوم الخامس أخبرني أنه وجد انسانيته وأنه يحب الطبيبه، وسيدعوها للزواج منه..!
أنا ضحكت..
هو لم يهتم، ظل يهذي..!
في عام ثالث بعد عامنا هذا ..
جاءتنا طبيبة أشد جمالا، أخبرتنا كذلك أننا مكتملي الانسانية..
غير أن صديقي ضحك بسخرية هذه المرة..!

****

ملمس شعرها_قطيفة_ وجهها المليء بالخرز..
يردد أسماء حبيباته_يتحصن بهن..
تبتسم هي_ يسيل من طرف فمها أحمر شفاه_ لامع..
يشد على صدره بمعوذتين
يخاطبه_هو _ : "ألم تتب؟" 
_ "بلى ،تبا"!
يراقص الهواء خصلة أخرى
_"سبحانك"
المسبحة يصيبها الصداع ، يخطيء العد _ حبتين ،ثلاث حبات دفعة واحدة، و هكذا ..!

****

اليوم الثامن_تلكأ_ مد لسانه_التف علي_ قضم اطراف أصابعه_ لم يتكرفس_ بدأ ولم ينتهي
مذ_لا أدري_كيف يقاس الزمن_ رطل الذكرى_ لا لا _لست ماض بعد_ها أنت_تكرر نفسك_تحدث دائما_
مساند الكرسي_صوتك_جلستك_راااائحتك_ 
اليوم الثامن _لم ينتهي_ لن ينتهي
الهي_ هذا الصداع_ عيناي احترقتا_
هل مت حقا؟؟ حقا؟؟

****

أمي علمتني كيف أخمر أمنياتي_ أحتفظ بهن في صندوق جميل،،
أكثر من مائة أمنية مغلفة جيدا_ لم تثمر بعد _غير أنها ستفعل_أمي أخبرتني بذلك،،
طفلتي التي تركض الآن_تتسع عيناها_ تشتم الحياة بحواس تخصها_ علمتها اليوم كيف تحتفظ بأمنياتها_ طااازجة_في قلب صندوق،،
ريثما،،،،
لا أدري!!ا

****

اليوم تبادلت الشتائم مع مرآتي
أخبرتني أنني الأجمل _وأخبرتها أنها تكذب
لاأحد سواي في هذا البيت
أجدني_وحدي_ بل أخرى_ ترتدي أكثر ابتساماتي لطفا
الموسيقى تتحرش بي_فأراقصني_ طويلا حتى أتعب..
تهمس المرآة_لرفيقاتها: " جنت المرأة"
ثم تقول: "وحدك الأجمل"
كاذبه_ وحدي _وحدي_
___
ترى إن أخبرت أمي أني سأترك زوجي
هل ستغفر لي؟!

****

 المسافة التي تفصل بينهما مكدسة
هو نفسه_ ذات أرطال اللحم
الشعر تجعد قليلا
غير أن مابينه وبينه _فاااادح ..
أصدقاء انزلقوا
أصدقاء التصقوا بقفصه الصدري
_كانوا أعدائك ؟ ربما
_لكن هل كنت أنت_ أنت حينها؟ لا لا أظن..

أكاد أجزم أن الرجل استبدل رأسه بآخر..!ا

وعندما يرحل يشد يدك يقتسم ابتسامة معك و يقول بود: سأذكرك..
لم أعد أراهن _قطعا_ على ذاكرته..

****

أبي أبدل نصف دستة البرتقال : نحن وأمي_بامرأة !
يقال أنها تغنيه وتشبعه تماما
أمي مذ شهقت لعنتها الأخيرة وتمددت مجعده_ وأنا ألهث
أنا لم أختر هذا الجسر _ كنت فقط أحتاج مكانا أنام فيه..!ا

****

النص:اختارت له أمه_ امرأة كريميه_ بلون القشطة_ وفي موكب العرس_ تم عرض البنت على النسوة لتثير غيرتهن وأشياء أخرى!ا
خارج النص: الابن مسكون حتى النخاع بأخرى_ والأم تهدد بتوقف رضوانها عليه!ا
بعد ثلاثة أعوام_ تموت الأم_ يعود الإبن الى تلك الأخرى!ا
أما البنت الكريمية_ تمسك ابنتها بيد_ وبيد تمسك صك غفران !ا
تلعن الأم كثيرا_ ثم تحيا مرة أخرى!!ا

****

ثمة ابتسامة ساخرة تتلبسك حين يقف الرجل العارف بالفن هذا امام لوحتك المحببة تلك التي يتدرج فيها الاحمر ببذخ لوني ..
يخبر الرجل الجميع بطريقة تحليلة مملة أن مزاجك كان حادا وأن الاحمر دلالة ال.. وال...
تنظر الى اعينهم الزجاجية ..يخطر لم ان تخبرهم ان مزاجك كان هادئا حينها وانك كنت فقط تحاول فك شفؤة الشفق لحظة امتزاج الاحمر بالزرقة المبعثرة على ضفاف السماء ..
غير ان الانعكاس البارد على أوجههم ..جعلك تصمت..

****

ذات يوم خرج لي الوطن من القمقم قال : شبيك لبيك ..
تجرأت على البوح بأمنية فأتتني ..
وعندما أستنزفت كل  امنياتي ..أصابني الضجر .. ارسلت له برقية تقول : شكر الله سعيكم ..
عتندها تحول الوطن الى دخان وعاد الى القمقم ..
ومن يومها وانا احاول تذكر كلمة السر عبثا ..!!

****

في ذات الحي يصلي والده في مسجد ووالدها في اخر
كلاهما يعبد ذات الاله بمذهب مختلف ..
ما كان بينه وبينها لا علاقة له بجدليات العقيدة والأمور المعقدة بين المسجدين ..
يتسع باب التأويل ... يشتد العصب ..
يضيق  صدر والده و والدها ..
وتظل  ال (لا) كما هي ..
حدا بينهما..!!ا

* * * *

يحكى أن الذئب أحب ليلى..ويحكى انه من أجلها بدل طباعه ! ويحكى أنهما عاشا في سلام وأمان..
"انتهت"

خلف الكواليس:ليلى تخون الذئب..عقب كل مشهد...وتستمر المسرحية..

* * * *

في آخر رسالة قال أعرف أنك لا تؤمنين بالصدف وتعرفين أني أؤمن بكل ما تكفرين به – تعرفين أنك لستِ خيبتي الأولى. لكنك وحدك جئت عبر صدفة – ستجادلين – سأبتسم- وبحماقة أصمت..كما كنت افعل دائما اذ نلتقي.. أتجاهل الدم المتصاعد عبر وجنتيك وتتجاهلين أني أحرقت سبع سيجارات وأني أهرب عبر دخانها ..فقط عندما أودعك أدرك حماقتي اذ أني لم أخبرك.. فأقرر أن سأفعلها غدا- لكن غدا لا يأتي..حين تصلك رسالتي .. سأكون على بعد غد منك .. فلا تردي .. والسلام..

* * * *

مانعرفه أن الفتى حوكم بـ(الحماقة المفرطة).. فيما بعد عرفنا أنه استحقها تماما.. اذ أنه أعترف أن قد مارس الحلم بوطن من (عسل وقشطه) .. أحمق فعلا..

* * * *

العام الأول لرحيلك.. تتفقد هي كل شهر صندوقها البريدي ..في انتظار وردة ..
بعد خمسة أعوام من رحيلك..تتفقد كل اسبوع صندوقها البريدي ..في انتظار وردة ..
بعد سبع أعوام من رحيلك ..تتفقد هي كل يوم صندوها البريدي في انتظار وردة..
بعد اكتمال عقد من الخيبة ..ترضى هي بـ(القصمة والنصيب) ..
فيما بعد يخبرك ساعي البريد..أنه استبدل ورودك بـورق ! اذ أنه لم يفهم ..

* * * *

مارا بشوارع تفضي الى شوارع ..
في اذنيه تتدفق اغنية ما .. وفي رأسه ملايين المشاوير.. لعن الباصات .. والحافلات التي تنقل البشر ..
تسائل بحنق: الى أين يذهبون جميعا؟ ..تبا..
تستوقفه طفلة .. واسعة العينين .. متسخة .. تشبه الارض !
تمد يدها اليه ... فتنطفيء اللعنات بداخله ... يستغفر الله العظيم ..
يقتسم مع الطفلة كل ما يمكلك..بعض ملاليم..
..ثم يمضي..تتسع له الارض .. فيتوه..ومن شارع الى شارع..يمضي.. وهكذا..

* * * *

في هذه الايام يكتمل القمر ...
جميل...مثل حبيبة له تركها في ارض بعيده ..
وفي الارض البعيده ..تتامل الحبيبة ذات القمر ..ترسل تنهدات ..وابتسامة خفية لذاك الذي رحل..
 تمسح عل راس طفل نائم بحضنها..
أترى أيخبره القمر...أن لحبيبته الآن ...طفلان و..رجل ؟  أم يصمت؟!

* * * *

شاعر جميل يلقي قصائد عن الحب والحزن ومابينهما .. يصفق الحضور ..تضج القاعة ..وعندما ينزل من المسرح ..يناوله أحدهم ظرفا كيفما اتفق.. يشعر بالغثيان ..يلعن السياسة ..يبتاع علبة تبغ .ويعتذر لأنثاه التي استحضرها – خيالا- لكتابة القصيدة .. ثم يرحل. بجيبه بعض جنيهات .. سبع سيجارات.. وأحلام فاسدة لاتصلح حتى لصناعة قصيدة !

* * * *

والحزن ..ليس كمثله شيء..
أما أنا فمثلي أطفال يترافعون على وطن من حليب ..
يتسارعون الى صنع احلام كثيرة...وضحكات كثيرة..
ثم في منعطف العمر..عندما يدرك اكثرهم شقاوة ..ان فتاته ليست من نور حقا ..وأن ابوه يكذب أحيانا..
وأن شيخ الجامع يدعو على اخرين بالبوار.. حينها يتحول الحلم الى لفافات تبغ ...
يحرقها منذ الخامسة عشر ... حتى الخامسه بعد منتصف العمر !

* * * *

اصطفوا امام بوابة الوطن... كثر كانوا.. يجمعهم ذات الحلم بـ"بناء بلد فاتن"..
جرت عليهم العادة فتمت تصفيتهم.. وبحرص تام وُزِعَت عليهم الأرض..كل امتلك جزئه الخاص..
 الغريب ..ان ليس منهم من هو "ابن لذات الوطن"..!
فيما بعد علمنا ان التصفيات تمت طبق : من يدفع أكثر ..والسلام..!ا

* * * *

حافة يدها مشققة تماما
هذه الصبية_تستجدي المارة وجها تلو آخر
يدعك جسدها الإسفلت
ينتج الإحتكاك حرارة
تحرقها عميقا في صدرها
رجل ينظر إليها_ يفكر: (____) ثم يبصق!
امرأة تذكر طفل لها لم يولد بعد_ تغمغم:( الله كريم) !
طفلة_تقسم حلوى السمسم
تدس في الكف النصف
_في كل سمسمة ابتسامة_
تقول: ( ليتني أكبر لأتسع)!
ثم تصلي أن:( يارب _أعط صديقتي هذه قدمان)!ا
****


(أخيرا استراح الرجل
أعني أنه مات !
كلفني الأمر إحدى عشر طعنة حتى تناثر النمل من صدره على يدي
)نمل تقول؟!)
)أجل_أجل _نمل أسود كثيف على حواف الجرح تماما_
بدلا أن يشهق الرجل آخر آهاته_ ابتسم!
فزعت أنا_صرخت_ركضت_
النمل لم يتركني_ صنع دائرة حولي
لكنه لم يؤذني !
تعلمت أن أعيش هكذا!)
_بعض مما وجدت في مذكرات رجل النمل_أو هكذا كنا نسميه!
*************

جاوزت عينا صديقي الفراغات بيننا .. أخبرني -فيما لم يخبرني-:
" ماحدث أن آلهة الدهشة أنجبت صبية ..لها طبع السراب..
متسعه كما الأفق ..ضيقة كصدر فقير ..
كصدري .. مكدس أنا بضريبة النظرة الأخرى...
تبا ..!!"
... ... ...
لصديقي حبيبة ترتعش في أوردته .. لا يلتقيها الا بفعل التبغ ..
"التبغ -يقول الطبيب- تبخر الى رأس صديقك ..أفسده "!!
"رأس صديقي -أقول أنا- مليء بدعوات لآلهة لا تسمعه ..!!"
..
منزه هي منه-تماما-
يصرخ: "اخفضي صوت ابتسامتك قليلا .."
تتسع ابتسامتها ..تتسع شوراعه الروحيه..
يتسكع داخل أرصفة رأسه..
يأتي صوته راقصا :"وجدتها .. وجدتها .. "
...
يقول الطبيب:" بعض جرعات ويشفى .."
أقول أنا : " بعض صلوات ويشفى .. "..!ا
******************

صاحب الناي هذا يدعي الصمم
يقول:الزاوية لي!
أقول : بل لنا !
أكاد أغضب_يذكرني الشيخ أن أمسك صوتي علي..
يبدأ الرجل في العزف_
و نبدأ في الصلاة_
شيء في الموسيقى_ يلمسني
أتمايل _أبكي
و ___أصبح عندها بلا وزن
يتمايل الكون معي
نذوب في صلاة واحدة:
أنا و الناي وتراتيل شيخي...!
**********************

"القديس الذي عمدني
أخبرني اليوم أننا سنسافر!"
أصمت أنا و هي نلوك ساندويتشين ومائة فكرة..
أقول :
"البارحة اكتشفت أن بالشارع خلفنا كنيسة،أردت أن أدخل، لكن الحارس منعني، قال :"انت مسلمة و هذه كنيسة،ألا ترين؟"
ثمة امرأة توقفت بجانبي ،لعنت كلانا،ثم بصقت..!"
"أمام بيت الرب؟!"
"أمام بيت الرب"
الصمت يلوكنا معا..

"يجب أن نصلي فقط"

ابتسم أنا و هي، ثم نثرثر كصديقتين فقط لا أكثر..
**********************

المكان مزدحم_ خانق_
جارتنا تصفع نفسها تردد : (ياويلي)! تتلوى وسط دخان أحمر_أخضر_ و موسيقى مزعجة!
تكاد تذوب!
تتسع عيناي _ أراها جميلة_ شعرها_ تشنجاتها _ فستانها الأبيض!
تصرخ امرأة أخرى بوجه تلك_تقول ما لا أفهم_
تقفز الجميلة طويلا نحو السقف
قدماها مليئتان بالدم_تصرخ النسوة_
أدفع جسدي وسطهن
لأرى حمامة _ تتشنج تماما كالجميلة!
تتسع عيناي أكثر أكثر__
و عندما نعود _تشتري لي أمي قطعة شيكولاته_ تهمس:( إياك أن تخبر والدك )
و هكذا _كل صباح أخرج حمامة ما_من القفص_أجرحها عمدا_
ثم أرقص أنا والحمامة_ طويلا
حتى تصمت!
********************

اليوم، إمتد ظل أبي الذي في السماء..
إلتحف المسافة بين ناصية الحي حتى غرفتي..!
شعرت به قريبا ..قريبا..
أخبرته أن أمي تدعك أجسادنا به كل يوم، تحكي عنك..
ابتسم أبي ،اتسع، حتى امتزج ظلي بظله ..
..
...
يقال أني مت بهدوء ..!
**********************

هذا الصباح_ عندما مات زوجي ..
لم أبك _كنت منهكة جدا _أردت فقط أن أنام !
البارحة قبلت كفه خدي الأيمن..
لم أدر له خدي الأيسر ..
بل بحلقت في تجعيدتين على جبهته_ هالني اتساعهما!
وعندما جائني جسده صامتا ..
بدا لي وجههه أقل شيطانية..
لم يخطر لي أن ألعنه..
خطر لي فقط أن أنام..!
غير أن النسوة صنعن مهرجان ضجيج مزعج _تبادلنني بينهن.. ملح دموعهن التصق بوجهي_ قرفت _ أفرغت بطني تماما !
لم أبك...كنت منهكة جدا..
أردت فقط أن أنام !
****************

حافة يدها مشققة تماما
هذه الصبية_تستجدي المارة وجها تلو آخر
يدعك جسدها الإسفلت
ينتج الإحتكاك حرارة
تحرقها عميقا في صدرها
رجل ينظر إليها_ يفكر: (____) ثم يبصق!
امرأة تذكر طفل لها لم يولد بعد_ تغمغم:( الله كريم) !
طفلة_تقسم حلوى السمسم
تدس في الكف النصف
_في كل سمسمة ابتسامة_
تقول: ( ليتني أكبر لأتسع)!
ثم تصلي أن:( يارب _أعط صديقتي هذه قدمان)!ا
 
*****************

الرصاصة الخامسة بعد موتي..
لم تخترق جسدي كما أراد قاتلي..
بل ارتدت عليه..
شحب بأكمله..
ثم مات..!
...
الآن يمكنني الموت بهدوء..!