الثلاثاء، 6 مايو 2014

كتابة - أبستراكت ..! (1)

تقول (مارغريت أتوود) :"الكتابة بحد ذاتها بغيضة  دائما بما يكفي , أما الكتابة عن الكتابة فمن المؤكد أنها أكثر بغضا" !
...
اذن مالذي أود  أن أفعله هنا ؟!
..
وبالتأكيد مالذي كانت تفكر فيه (أتوود) عند كتابتها (مفاوضات مع الموتى - تأملات حول الكتابة) ..!
ثمة مقطع في الكتاب .. تقتبس فيه(أتوود) عن (مارجريت ديوراس) , تقول (ديوراس):
"
عندما يشرع الكاتب في الكتابة , يشعر بنفسه وحيد تماما في قاع حفرة , ويكتشف أن الكتابة وحدها سبيل الانقاذ . فان يخلو ذهنك من أدنى موضوع  لكتاب , أو أدنى فكرة لكتاب , يعني أن تصبح بصدد كتاب ..! فتجد نفسك أمام فراغ  شاسع الامتداد , كتاب محتمل الانجاز , وترى أمامك شيئا غير محدد المعالم , شيئا" كالحياة , كتابة عارية وكأنك أمام شيء مرعب لا يسعك  التغلب عليه . "
مارجريت ديوراس , الكتابة
..
..
هنا نترك الـسيدتان (مارجريت) ..
..
من الاسباب التي أدت الى ان أبدأ (ابستراكت)/ المدونة .. أني عندما أبدأ الحديث عن الكتابه.. أتحدث  بصورة غير منطمة ولا مهذبة التفكير بل بشكل مزعج فوضوي تماما ..
ثم أني أفكر في الكتابة على أنها عمل تجريدي - فوضوي كذلك .. لذا بدا لي أنه سيكون من الممتع أن أهذب ما أفكر فيه  !
هنا سأدخل في نفق (الكتابة عن الكتابة ) ..!
 حينها ولأسباب فوضوية يأتي في رأسي النحاتيين (الكتاب)
وأبدأ في تفكير متداعي عن الكتابة و اللغة - اللهجات - الشخصيات - أغلفة الكتب .. وهكذا .. أواصل السقوط ..!

وأفكر : " مالذي أفعله هنا؟ .هل أكتب عن الكتابة كـفعل ؟ كـسلوك أم كـ(قراءه) ..! لم أفكر أبدا في القراءة على أنها شيء منفصل عن الكتابة! حتى الذين يقرأون دون أن يكتبوا حرفا واحدا .أفكر فيهم ككتاب ..!
أو صانعي ألعاب .. حيث الالعاب الحقيقة تحدث داخل أذهانهم  .. أعني أن القاريء  الذي لا يخلو ذهنه من كتاب ما .. لابد أنه يلعب ولو لصالح حياته الخاصة ..  والا لتوقف عن القراءه  و اختار همومه بعناية .. هموم لا علاقة لها بالكتابة ولا القراءه ..!
-ولكن هل يوجد شيء كهذا ؟ أعني أليست كل الهموم مترابطة داخل ذهن واحد !-  والا فانه يواصل القراءة ويواصل تدوين ما يقرأه بشكل مختلف عن كيفما يدون كاتب ..  قراءاته الخاصه .!
..
تقول (مروة بشير)
: " هل تقرأ حقا" ؟ أم أنك تظن ذلك !"
..
نعود للكتابة ..
حسب رأي السيدة ( ديوراس) أنت لا تبدأ الكتابة حتى تكون خاليا" - عاريا"-  
حتى من الأفكار المسبقة ,, الجاهزة ..

وما أفكر فيه أن الكتابة فعل تفكيكي .. تماما".. فعل حر ..  يرتبط بـذلك المكان - المجهول -
wonder land  -  حيث الخيال الخام ..
حيث لا شيء يشبه شيء . .
عليه فأنت تكون في حالة تغيير دائم .. أنت قبل أن تكتب وأنت أثناء الكتابة .. وأنت بعد الكتابة ..
..
تماما كـ القراءه ..!  لا قراءة تعيدك اليك ..!....
..
كما ترى لا شيء مجاني! عندما أقرأ :"الاشياء الجميلة في العالم دائما مجانية .."
 أشفق على من يقول ذلك !
كل شيء يأتي بثمن ما .. تقول
: أن تتأمل وردة  على الطريق وتعجبك أمر جميل ,,  جميل حقا" ولكنه مايؤدي بك أن تتأمل وردة على الطريق , درب - خلاص- حاد جدا ..!
هنا يكون للكتابة ثمن - الخلاص- نفسه ..!
وبالتالي فالقراءة أكثر فداحة ..
...
يقول (بوب) في (أغنيات الخلاص) :
Emancipate yourselves from mental slavery"
None but ourselves can free our minds."
ثم تواصل الأغنيات عن كل شيء ..
عن الحرية بصيغة خاصة ..
حيث الحرية هي النسيج ..
نحن خيوط .. محركي دمى .. ان كان النسيج ضيق.. كيف..!
وان لم ندفع أرواحنا - للخلاص - نفسه ..
كيف الحرية ؟!
كيف يكتب كاتب مايود كتابه ؟ دون أن يتحرر من قبضة نفسه حتى !
كيف تقرأ .. دون أنماط مسبقة ..
تقرأ ..  تشرب تشرب .. وتكون حرا تماما لتفعل بما شربته ما تشاء ..!
..
هنا اتوقف عن الكتابة .. وأعيد قراءة الاسطر هنا .. أجد أني لم أقل شيئا كنت أخطط مسبقا لقوله !
فوضى فوضى !
..
ربما لاحقا ..
..
6 - مايو 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق