الثلاثاء، 30 يونيو 2015

28 جونيو ...


جدتي تعشق العصافير تظنها طائرات ورقيه.. 
اراقبها في الحوش الخلفي عند شجرة الليمون... تبدو مريضه اكثركل يوم..
.. لكن العصافير تحط على عروق يدها على الجذوع .. الناميه قمحا من تجاعيد اوردتها..
كانت جدتي تصلي والعصافير صلاة همس..
انا تجفل مني العصافير. .
يوم حاولت ربط أحدها بخيط..
كنت افكر انها طائرات ورقيه..!
لكن قدم العصفور تهشمت في يدي..
خفت .. من جدتي اكثر من الله..!
قلت لو عرفت ستذبحني..
لكن جدتي توقفت عن الصلاه. .صمتت..
وانحنت يدها..
فتبعثرت كل عصافير الحديقة من كم قميصها الشفاف..!!
نحوي..انا بالذات..!
...
...

توقفت عن قضم اضافري.. تماما..! ا
أتعجب الان كيف كنت افعلها .. لقد تعالجت .. حتى انني لا انتبه ان لي اضافرا الان..!
هالللويا..!
الدكتور الاخير جيدا بحق.. اجبرني على شيء واحد.. ان اتوقف عن الاخبار..و أنسى ..هكذا..؟!
قلت : أنسى .." " أجل .." ..
..
ثم فعلتها .. تباعا كانوا ينسلون من ذهني ..نحو اللا شيء الذي افكر فيه على انه يوتوبيا لي ولهم ..!

حينها بدأت اضافري تنمو بلا قلق..
صرت متحردا من خوفي !
.من المناظر الرهيبه على مصطبة اذني.. لم اكن اثق ب التلفاز لكني كنت ملعونا بـ الراديو .. ادمنته..وهكذا كلما ادرت محرك سيارتي ينطلق الصوت ليملأ الفراغ لم يكن قلقي غير مبرر..قبل اسبوعين مثلا ذبحوا جارتنا ..ام ..احدهم.. كنت أألف شعرها التمر هندي الخشن..أفكر أنه يجرح السحاب احيانا..أو خد أحد أحفادها وهي تقبله ..!
لكنه على العكس كان يجرح ذاكرتي فقط ..!
عندما عرفت ..كنت اقضم اضافري منذ سبع سنوات..قبل ذبح المرأه. . تماما عندما كنت جالسا في غربتي.. ادخن ..نكهة ما..
احاول طبخ بيض نصف مستوي.. حينها وللحظة تخيلتهم
كل اهلي.. يحدقون من المقلاة لوجهي بالذات..قالت اختي:"كيف سافرت..هكذا..تاركا كل شيء؟ !"
كان لقبورهم رائحة الـ..يا الهي.. عندها ركضت ولم أعد .. غيرت اسمي المعقد الى شيء املس .. حتى شعري ملأته بالزيوت .. والصبغ ..!
أصبحت مسخا بلا ذاكرة..
لكنهم كانوا يركضون في رأسي كثيرا ..أقضم أضارفي لانسى.. وهم يقضمونني ..كلي...!
..
لم اتذوق بيضا منذها ..تذوقت طعم اضافري وانا انهشها بحثا عن :"كيف جردت نفسي من جذع بيتي..كيف أرتب الموتى في قلبي دون أن يعبثوا بي أكثر ..
ثم كيف أتوقف عن قضم اضافري مادامت تنمو ؟؟! "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق